وهكذا بعد أن كان المواطنون العرب يقفون في طوابير طويلة أمام السفارات الأجنبية للحصول على تأشيرة تنقذهم من الجحيم المشتعل قي بلدانهم أصبحوا يقفون على أطراف مدنهم بحثا عن الموافقة كي يصبحوا لاجئين في أوطانهم، هذه الصورة العراقية المؤلمة يجب أن تكون عبرة كافية لنا كي نعرف نهاية الصراعات الطائفية والأحقاد المناطقية التي سرعان ما تختزل الوطن الكبير في بضعة كيلومترات عنوانها المذهب والعرق والقبيلة.
لذلك، فإن الحذر من أصحاب الأطروحات الطائفية والعنصرية التي تشق الصف وتفرق بين أبناء الوطن الواحد هو مسؤولية كل مواطن حر شريف، فما يطرحه بعض السفهاء في شبكة الإنترنت أو في الحياة العامة من تهويلات واتهامات وإساءات تهدف إلى تمييز المواطنين عن بعضهم البعض لن تعود بالخير لهذا الوطن وأهله، فكل المواطنين شركاء في بناء هذا الوطن العظيم في مختلف المواقع، وكل منطقة لها عطاءاتها وأهميتها ومواقف أهلها المشهودة عبر التاريخ، ودعاة الطائفية هم في نهاية الأمر ينقسمون إلى قسمين: إما تجار تزدهر تجارتهم في حالات الفرقة والانقسام، حيث تعلو أصواتهم في المصائب، أو أطفال يرددون كلاما لا يدركون عواقبه الحقيقية على مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
البسوا نظارات غوغل، وانظروا حولكم أو ابحثوا في صحاري نجد عن الحفيدة المباشرة لزرقاء اليمامة كي تستكشف لكم أحوال الجيران، وتذكروا دائما قول الشاعر: (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا)!.