فبراير 4, 2025 6:52 م
أخبار عاجلة

المقبرة العامة

حملتني قدماي البائستان إلى المكتبة العامة بالدمام قبيل مغرب يوم أمس ، وأنا في المنطقة الشرقية منذ عام 1406ه لم أفكر يوماً في زيارتها ؛ لأني أسأتُ الظن بها من قبل أن أراها ، وإن بعض الظن إثم..!! 
ذلك أني أراها في ذهابي وإيابي ..؛ أراها تتكون من أربعة طوابق ، وكتب في أعلاها تأسست عام 1382ه ، والله المستعان ، وأراها خاوية على عروشها.! تقف بجواراها سيارات لا يزيد عددها عن أربع..!!
لكني هذه المرة قررت إحسان الظن والاستغفار مما مضى ! فدخلت من باب صغير، فسلمت على شخصٍ قابلني فيها وسألته : هل هناك طوابق بها كتب غير هذا ..؟!
فاستغرب سؤالي جداً : ونظر إلي بعجب.. ثم قال: لا .. هو هذا الدور الأرضي فقط.. فشكرته وانصرف..!!
فدخلت فإذا أمينُ المكتبة رجلٌ في آخر أربعينياته.. فسلمتُ عليه فلم أدرِ أرد علي السلام أم لا…؟!!فسألته نفس السؤال: فلم يجب ، فوليت ذليلاً ، أتصفح عناوين أرفف الكتب! .
فناداني من بعيد.. ففرحت.. فلما وقفت أمامه قال لي..:
سجل اسمك هنا..!!ودفع إليَ سجل الزوار..! فإذا به سبعة أسماء قبلي ، وأنا ثامنهم.. ولست بكلبهم! ، فكتبتُ اسمي.. فانتظرتُ ما يفتح الله به عليه من درر الكلام..فإذا به صامتٌ حزينٌ مقطب الجبين .. فتركته وتجولت في المكتبة..فإذا بي أجد نفسي بين كتب..أغلب ظني – وأنا مصيبتي هذا الظن..!!- أغلب الظن أنها أُلفت قبل طوفان نوح عليه السلام بستة أشهر..!! ذلك أنك تشم فيها رائحة عفونة الماء! .
تجولت فيها وتجولت فأنهيتُ جولتي كلها في ربع ساعة ؛ لأنه لم يكن بها أحد إلا أنا..وهذا الأمين الحزينُ.. يرفع كتاباً ويضع آخر..ويختلس النظر إلي..!!حتى شعرت بالخوف ورهبة المكان.. واستوحشت جداً ، لا أدري لماذا خطرت ببالي حينها مقبرة الثقبة رحمها الله ..!!
* مقال خاص بصحيفة \”شبرقة\” الإلكترونية.

شاهد أيضاً

غيمة!!

موسى محمد هجاد الزهراني أرى غيمةً في الأُفُقْ ! تُحدِّثُ عن جَدْبِِ أرضٍ … وعن …