أولت القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بكافة القطاعات والذي انعكس على المواطن بالخير والرخاء، ومن ضمن هذه القطاعات؛ القطاع الزراعي الذي شهد قفزات كبيرة، وقُدم الدعم للمزارعين من قروض ودعم الجمعيات التعاونية الزراعية، ما أسهم ذلك في رفع الإنتاج حتى أصبحت المنتجات والصادرات السعودية الزراعية تنافس على مستوى العالم، نظراً لتوفر مقومات الإنتاج الزراعي في أغلب مناطق المملكة ومحافظاتها حيث الأراضي الخصبة وتوفر موارد المياه.
وتفصيلاً، تأتي محافظة الليث ضمن محافظات مكة المكرمة التي تقع على ساحل البحر الأحمر وتمتاز بكبر مساحتها الممتدة من طفيل شمالاً وحتى حفار جنوباً وصولاً إلى الشرق، حيث تحدها محافظة الطائف ومنطقة الباحة، وتتخلل المحافظة أودية كبيره تعتبر من أشهر أودية تهامة، وهي: وادي الليث ووادي الشاقة الشمالية ووادي الشاقة الجنوبية، وكذلك أودية عيار ووادي يلملم وسعيا ووادي مرخ والصربة، إضافة إلى روافد وادي الليث مثل ذرا وتسبح وقطنا وسلبة والمستنقع وأتانا وبيرين وجدم، وغيرها من الأودية التي تسيل مياهها وتصل في أغلبها للبحر الأحمر، وفي طريقها تجلب الطمي والتربة الخصبة، التي تتوزع فيها أراضي المزارعين على جنبات هذه الأدوية.
وفي هذا السياق، قال مدير عام فرع وزارة البيئة والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد جار الله الغامدي في تصريح لـ”سبق”: تشتهر محافظة الليث كغيرها من المحافظات الساحلية بزراعة محاصيل الحبوب؛ الذرة والدخن ومحصول السمسم إضافة إلى المحصول الأشهر على مستوى الليث وهو محصول الحبحب الذي يزرع عثرياً على مياه السيول والأمطار، وقد برع المزارعون في زراعته وإنتاج أكبر أحجامه نتيجة الخدمة الزراعية والخف والتوسيف لمنع هبوب الرياح مستخدمين إمكانياتهم المحلية من السعف وكذلك تشتمل الخدمه على دفن المحصول ما يعطي فارقاً في التلوين التي يقبل عليها المستهلكون للحبحب.
وأضاف: يزرع الحبحب ويجود في الأراضي الخبتية والطينية بالمحافظة حيث يزرع في طفيل والمجيرمة والشواق وحفار والوسقة وغميقة وعيار ووادي الليث، وتقام على هذا الإنتاج الوفير أسواق ومزادات مثل سوق حفار وسوق طفيل وسوق الوسقة وسوق المجيرمة حيث تصطف السيارات المحملة بما جادت به أراضي المزارعين من إنتاج لتُباع، ومن ثم يصدر إنتاجها إلى المحافظات والمدن الأخرى مثل جدة ومكة والرياض والشرقية وكذلك دول الخليج.
وتابع “الغامدي”: ما يميز الزراعة العثرية كون المنتج يعتبر عضوياً إلى حد كبير، إذ تتم الزراعة في الأراضي البكر دون إضافة أسمدة ويقتصر الرش على رش الآفات القارضة فقط، ومعظم المزارعين لا يلجؤون إلى المكافحة الكيميائية.
وأشار إلى أن إقامة مهرجان الحبحب العثري الأول بالليث، المزمع إقامته غداً الاثنين يأتي من باب دعم المزارعين وتشجيعهم على الإنتاج وتشجيع الزراعة العثرية والتنمية في هذا الوطن المعطاء.
يُشار إلى أن المهرجان الذي يقام غداً بعد صلاة المغرب، ويفتتحه محافظ الليث ومدير عام فرع وزارة البيئة والزراعة بمنطقة مكة المكرمة، يشمل عدة أركان أبرزها 🙁 سوق الحبحب ) الذي يصاحبه عرض لأكبر إنتاج وذلك بتقديم جائزة أفضل سيارة في المهرجان، بالإضافة إلى معرض للحبحب داخل المهرجان يحوي على لوحات تعريفيه بالمنتج والزراعات العثرية، والأخرى مثل محاصيل الحبوب والدخن والذرة ومحصول السمسم، إلى جانب ركن للأدوات الزراعية القديمة، ومعرض للشتلات، وطاولة بوفيه مفتوح للحبحب مع فص احترافي ومميز للشرائح، وأخيراً ركن للزراعة العضوية.
ويقدّر عدد مزارع الحبحب العثري بمحافظة الليث حوالي 4500 مزرعة، وبلغ عدد الإنتاج أكثر من 2800 طن خلال الفترة من 20 / 5 وحتى 20 / 6 من العام الجاري.