
في افتتاحية مجلة مرصد الدراسات الجيوسياسية في باريس كتب مديرها العام شارل سان برو مقالا بعنوان إيران الخطرة ويقرأ بتحليل واسع الخطوة السعودية في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وصناعتها للفوضى داخل منطقة الشرق الأوسط.
حيث أشار الكاتب إلى السياق العام الذي جعل المملكة العربية السعودية تقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران في وقت تتصدى المملكة لمخاطر إرهابية منذ سنوات مثل عدد من جيرانها من دول الخليج العربي فكانت مضطرة لمواجهة مخطط إيراني يهدف إلى زعزعة استقرارها واستقرار المنطقة من خلال توظيف جماعات شيعية موالية لها في دول الجوار وداخل المملكة نفسها. وأوضح أن ايران منذ 1979 واصلت تنفيذ سياسة عدائية وعدوانية وتوسعية ضد العالم العربي وتهديدا للأمن والسلام في المنطقة. وتزايد هذا العدوان عندما سعت إيران إلى فرض وصايتها على النظام العراقي الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية في يد ايران على إثر سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ، ومساندة النظام السوري وكذلك الحوثيين في اليمن ، وتعزيز حضور ميليشيا إيرانية مسلحة في لبنان من خلال حزب الله الذي يشكل دولة في قلب الدولة
واستغرب كاتب الافتتاحية كيف تغفل وتتجاهل بعض الاصوات والمواقف الغربية أطماع النظام الإيراني وتصرفاته المخالفة للقانون الدولي وحقوق الإنسان وتكتفي بالهجوم على النظام السعودي . ويبين الكاتب أن النظام الإيراني هو دولة مارقة ودولة مجرمة.
كما استغرب الكاتب كيف يتم الحديث عن حقوق الإنسان حين تقوم السعودية بتطبيق قوانينها المحلية على أفراد شكلوا خطرا على أمنها الداخلي وخانوا بلدهم وكانوا وراء أعمال إرهابية .
ويقوم الكاتب بالتذكير بأن الأمم المتحدة وكثير من المنظمات الإنسانية الدولية أكدت أن ايران تتصدر قائمة الدول المطبقة لعقوبة الإعدام وأكثر الدول التي لديها معتقلون سياسيون . ويشير في هذا الصدد إلى تقرير الأمم المتحدة في أكتوبر عام 2014 الذي يؤكد أن إيران نفذت 852 عملية إعدام في أقل من سنة واحدة . كما يشير إلى أن منظمة العفو الدولية أمنستي سجلت بتاريخ 23 يوليوز 2015 أن السلطات الإيرانية أعدمت 694 شخصا ما بين 1 يناير و 15 يوليوز 2015 . وأضاف الكاتب قائلا إن آلاف المعتقلين في سجون إيران ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام
ويؤكد الكاتب أنه منذ انتخاب الرئيس الحالي حسن روحاني حصل ارتفاع مهول في عدد الأشخاص الذي حكم عليهم في إيران بالإعدام أو تعرضوا للتعذيب أو تم إلقاء القبض عليهم عشوائيا . ويرى أن ذلك ليس مفاجئا أو غريبا على شخص روحاني الذي كان منذ 1979 أحد أعمدة النظام العدواني الإيراني الذي وضع أسسه الخميني. ويشير إلى أنه حسب المعارضة الإيرانية هناك 120 ألف معارض سياسي تمت تصفيتهم، منهم 30 ألف خلال صيف 1988 ، ويقول كاتب الافتتاحية أن المسؤولين عن هذه المجزرة لا زالوا اليوم يشغلون مناصب مهمة في حكومة روحاني الذي كان نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية ، وعضو المجلس الأعلى للدفاع ، وعضو المجلس المركزي للوجستيك الحرب … وهو من هذه المواقع على علم كامل بهذه الجرائم.
ويختتم الكاتب افتتاحيته بالتأكيد على أن كل هذه المعطيات يجب أن تدفع إلى التفكير مليا في مدى صدقية اشارات النظام الإيراني بانفتاحه وقبوله الشروط الدولية ذات الصلة بالتسلح النووي .