ضرب إعصار تشابالا تصاحبه رياح عاتية جزيرة سقطرى اليمنية، الاثنين، ما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص في طريقه صوب المكلا (بلدة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في البر الرئيسي). وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها هواة سيولا تجتاح شوارع حديبو عاصمة الجزيرة.

وفي حين قال مسؤول محلي “قتل 3 أشخاص، وأصيب نحو 100 شخص، بينما اضطر مئات الأسر إلى الرحيل عن منازلها في المناطق الساحلية، واتجهت صوب الجبال”. ولم يحدد أسباب الوفاة. نفى محافظ سقطرى في اتصال مع “العربية” سقوط أي قتلى، قائلاً إن حالات خوف وهلع سجلت فقط.

سقطرى موطن مئات النباتات النادرة

وجزيرة سقطرى المنعزلة التي تطل على بحر العرب هي موطن لمئات من فصائل النباتات النادرة التي لا توجد في مكان آخر على سطح الكوكب. ويتحدث سكانها وعددهم نحو خمسين ألفا لغتهم الخاصة.

وقال المركز المشترك للتحذير من الأعاصير ومقره بيرل هاربور بالولايات المتحدة، إن تشابالا وصل لسرعة رياح قصوى بلغت 240 كيلومترا في الساعة، أي ما يعادل إعصارا من الفئة الرابعة. وتوقع المركز أن يصل الإعصار اليابسة في البر الرئيسي غرب مدينة المكلا المضطربة التي يديرها مجلس قبلي وتنظيم القاعدة منذ انسحاب الجيش ومؤسسات الحكومة في أبريل.

من جهتهم، قال مسؤولون يمنيون إن هذا أقوى إعصار منذ عقود يشهده البلد الذي يتسم طقسه بالجفاف والحرارة معظم الوقت.

ويشعر السكان هناك بالقلق من أن يؤدي الفراغ في السلطة إلى عدم وجود سلطات في وضع يسمح لها بالتعامل مع أضرار العاصفة.

وقال محمد بوزهير، أحد السكان “مستوى سطح البحر ارتفع تسعة أمتار ودمر واجهة المكلا البحرية”. وتابع: “الكثير من الناس رحلوا عن منازلهم ولجأوا للاحتماء بالمدارس. لا توجد مساعي إغاثة من المجلس القبلي أو القاعدة، والوضع سيئ للغاية”.

حضرموت.. تاريخ مع السيول

أما حضرموت فسبق أن كانت على موعد مع السيول، أشهرها سيل الحيمر سنة 1556 الذي ضرب في الشحر ونواحيها ولم يزل الخراب بأهلها إلى سنة 1561.

وبعدها بسنوات قليلة ضربها سيل حضرموت والمهرة الأول سنة 1563 الذي صاحبه مطر غزير من غير ريح أكثر وأغزر من الأول عم حضرموت وساحلها وواديها والمهرة، فخرب البيوت والمساجد، وأخذ جملة من النساء بحليهن، لأنه كان يوم زينة عيد الفطر، وأخذ نخلاً كثيراً، كما أغرق ما يقارب 39 مركباً في المهرة.

تلاه سيل عرف بالثريا في 1590، والذي أدى إلى فيضان وادي عدم، وقلع نخلاً كثيراً.

أما سيل الإكليل فحدث في 1639 حيث سال وادي عدم فخرب دوراً ونخلاً لا تحصى، تلاه سيل الهميم الثاني عام 1708، إذ سالت أودية حضرموت عامة بسيول كثيرة، فوقع الخراب والدمار في بيت مسلمة ومسيلة عدم وبطحاء شبام، فجرف نخلاً ودوراً وأنفساً لا تحصى وإبلاً وغنماً وعمّق فقر الناس أكثر.

وفي 1852 ضرب سيل المسيلة حضرموت، حينها تجمعت مياه السيول في المسيلة، وبلغت ارتفاعاً غير معهود، فأخذت نخيل قرية البيت ومحراث وسبول وغير ذلك.

أما طوفان ساه فحدث في 2008 حيث تشكل سيل كبير لم يشهد التاريخ مثله، وارتفع ارتفاعاً كبيراً، فأخذ البيوت وقتل الأنفس ودمّر المنشآت الحكومية من طرق وكهرباء ومدارس ومستشفيات، فضلا عن الأراضي الزراعية ودفن الآبار.