لن تكون هناك منطقة انتظار، ولا مجلات، وسيكون لزاما على كل من الزبائن ومصففي الشعر ارتداء أقنعة الوجه.
الآن أصبح من الممكن فتح صالونات الحلاقة وتصفيف الشعر في ألمانيا، لأول مرة منذ أن بدأ الإغلاق العام في 23 مارس/ آذار، لكن الأمر ليس كالمعتاد.
وتتضمن القواعد التي أصدرتها وزارتا الاقتصاد والشؤون الاجتماعية في ألمانيا أيضا وجود مسافة 1.5 متر بين العملاء، ومن الناحية المثالية عدم استخدام مجفف الشعر.
كما يجب ارتداء القفازات حتى يتم غسل شعر العميل (لإزالة أي بكتيريا) ولكن يمكن خلعها أثناء قص الشعر.
وتنص القواعد على وجوب عدم التحدث وجها لوجه مع الزبائن، إذ يجب إجراء أي تواصل حول قص الشعر أو اللون عبر المرآة، وجعل ذلك في أضيق الحدود.
وتقول الهيئة التنظيمية إن القواعد ضرورية، لأن تصفيف الشعر بطبيعته يتضمن اتصال عن قرب.
وتوضح الهيئة أن تصفيف الشعر يجعل العملاء على اتصال وثيق مع العاملين أكثر منه في متاجر التجزئة.
ويجب على الصالونات أيضا تسجيل أسماء عملائها، حتى يمكن تتبعهم وتتبع المخالطين لهم إذا لزم الأمر.
في جميع أنحاء أوروبا، كانت صالونات تصفيف الشعر من بين قطاعات الأعمال الأولى المسموح بفتحها عند تخفيف قيود الإغلاق.في إسبانيا، تقرر إعادة فتح صالونات تصفيف الشعر أيضا في الرابع من مايو/ أيار، مع ضرورة تشغيلها بنحو 30 في المئة من طاقتها العادية كحد أقصى، وبالحجز المسبق فقط.
عندما تم الإعلان عن إعادة فتح الصالونات في الدنمارك، في 17 من أبريل/ نيسان، انهار أحد أكبر أنظمة الحجز عبر الإنترنت بسبب الضغط عليه، وهو ما أرجعته إحدى الصحف إلى الأعداد الهائلة من المواطنين، الذين يتوقون إلى حلاقة وتصفيف شعرهم.
ولكن ما مدى سهولة اتباع هذه القواعد، وكيف يمكن أن تؤدي لتغيير قصات شعرنا؟
أليسون بادريك مصففة شعر متنقلة، تعمل لحسابها الخاص في باكينغهامشير بانجلترا، ولا تزال تنتظر توجيهات من الحكومة البريطانية، حول كيفية عودتها إلى العمل. وهي تخشى أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل إعادة فتح صالونات تصفيف الشعر.
وتقول بادريك إن معظم القواعد تبدو معقولة، ولكن من الصعب اتباعها، خاصة قص شعر العميل أثناء ارتدائه قناع الوجه.
إذ سوف يعترض خيط القناع طريق قص شعر السوالف (الشعر المتدلي على الصدغ)، أو قص الشعر بالقرب من الأذنين، وتشرح بادريك قائلة: “ما لم ينتجوا قناعا يلتصق على الوجه، فأنا لا أعرف كيف سيعمل هذا”.
وفي ألمانيا، قال رئيس جمعية تصفيف الشعر، لبرنامج تلفزيوني، إن العملاء سيكونون قادرين على فك قناع الوجه لفترة قصيرة من أذنهم، ووضع القناع على فمهم فقط.
وسواء كان قص الشعر تجربة مريحة أو مرهقة قبل الوباء، يبدو من المرجح أنه سيبدو مختلفا تماما في مرحلة ما بعد الإغلاق.
وستعني قواعد التباعد الاجتماعي أن الصالونات لا يمكن أن تخدم عددا كبيرا من العملاء في الساعة الواحدة، وتُقِّدر مجموعة صالونات “بلو تيت”، في لندن، أن متاجرها ستعمل بنسبة 50 في المئة فقط من طاقتها المعتادة.
وتخطط الشركة للسماح بفاصل زمني، قدره 15 دقيقة بعد كل عميل للتمكن من التنظيف الشامل، وتأمل في زيادة ساعات العمل وتقسيم الموظفين إلى نوبتين.
ومهما كانت التدابير الجديدة، التي أدخلتها الحكومة، يبدو من الواضح أنه عندما يحين الوقت ستزداد التكاليف.
وتقول شركة “بلو تيت”: “سوف نتحمل المزيد من التكاليف، وسوف يستغرق الحجز وقتا زمنيا أطول، بالإضافة إلى تكلفة معدات الوقاية الشخصية، ولكن سلامة عملائنا وموظفينا هي الأولوية هنا”.
وماذا عن تبادل الأحاديث؟
تقول السيدة بادريك: “الصفة الأساسية عند مصففي الشعر هي أننا نتحدث كثيرا، وهذا ما يميز مصففي الشعر”.
وترى بادريك أن الدرشة مع الزبائن هي ما تجعل عملية حلاقة وتصفيف الشعر تتم بشكل طبيعي، لكن في ظل القواعد الجديدة تقول: “سيكون من المثير رؤية ما سيحدث”.
انهمك الحلّاقون يوم أمس الاثنين بتصفيف شعر زبائنهم الأشعث مع بدء سويسرا تخفيف القيود التي فرضتها لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
ولم تفرض سويسرا عزلا تاما في إطار إجراءات الطوارئ التي أعلنتها الشهر الماضي لمكافحة وباء كوفيد-19.
لكن السلطات بدأت يوم الاثنين 27 أبريل نيسان 2020 رفع القيود، في إطار عملية تستمر على ثلاث مراحل، وتفرض على الأعمال التجارية المعنية وضع خطط لحماية الزبائن والموظفين على السواء.
وسُمح بإجراء العمليات الجراحية ولأطباء الأسنان ودور الحضانة ومصففي الشعر ومراكز التجميل والتدليك بإعادة فتح أبوابهم. كما سمح بإعادة فتح متاجر بيع الخردة والأزهار ومعدات الحدائق.
وفي جنيف، بدأ مصففو الشعر يومهم في وقت مبكر لاستقبال العدد الكبير من الزبائن.
وفي صالون “أنيتا كوافور”، باشرت أنيتا أيما التي ارتدت كمامة خلف درع بلاستيكي للوجه يوم عمل طويلا امتلأ بمواعيد تستمر 12 ساعة.
وعند المدخل، كتب على لافتة وضعت أمام عبوة معقّم “يرجى تعقيم اليدين ووضع قناع واق. شكرا”.
مواعيد كثيرة
وقالت أيما: “زبائني عزيزون علي كثيرا لكن علينا المحافظة على التباعد “.
وأضافت “أنا سعيدة للغاية بعودتنا إلى العمل. إذا لم نعمل يموت كل شيء”.
وأفادت أيما أنها تعتمد على المساعدات المالية التي تقدّمها الدولة للأعمال التجارية التي أجبرت على إغلاق أبوابها.
وقال أحد زبائنها ويدعى سيرغي أوستروفسكي “رائعّ أنا سعيد جدا!” بينما وضع يديه على شعره المقصوص للتو.
وقال استاذ الموسيقى البالغ 44 عاما “آخر يوم قبل الإغلاق، لم أتمكن من المجيء. وسارعت لحجز موعد بعد لحظة من سماعي أنهم سيفتحون أبوابهم من جديد”.
وفي فرع قريب لصالون “مودز” للشعر، بدا الموظفون منشغلين ولم يتوقف الهاتف عن الرنين بينما سجّلوا على عجل المواعيد لتمتلئ الحجوزات لأسابيع مقبلة.
وقالت مصففة الشعر إنيس “لدينا عمل كثير. مستوى الانشغال أعلى من المعتاد بالنسبة ليوم الاثنين. كان الزبائن هنا منذ فتحنا”.
وأضافت “نحترم جميع القواعد: متران بين زبون وآخر ومعقّمات. نعقّم الكرسي بعد كل زبون”.
وترك كرسي فارغ بين كل مقعدين التزاما بالتباعد الاجتماعي.