أكد أول رئيس للمجلس العسكري للجيش السوري الحر وأحد أبرز مؤسسيه العميد الركن مصطفى الشيخ أن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تستحق منا كقادة عسكريين ونخب سياسية أن نقف وقفة تاريخية مع هذا القائد العربي الذي طال انتظاره بدون تردد أو مواربة. وأضاف إن قرار معركة دمشق سياسي ودولي، والاستعراض الذي قدمه زهران علوش ليس إلا نوعا من الضغط النفسي على النظام للقبول بالحل السلمي ضمن السياق الحالي الذي نشهده، وكذلك تم تنظيم قوات زهران للتدخل بدمشق في حال انهار النظام بشكل مفاجىء وفي ما يلي وقائع الحوار:
• تطورات ميدانية شهدتها الساحة السورية .. كيف تقرأ ذلك؟
•• الحرب الدائرة في سوريا بين النظام والمعارضة أخذت شكل الكر والفر إلا أن في الفترة الأخيرة كان هناك شبه إجماع لدى أصدقاء الشعب السوري على دعم المعارضة لإنجاز تقدم عسكري في الميدان لإخضاع الأسد للقبول بالحل السياسي الذي لا دور للأسد في مستقبل سوريا. أما معارك القلمون لا نستطيع أن نقول إن هناك تقدما للنظام وحزب الله فالمعركة إلى الان هي استنزاف وربما حزب الله أعاد حساباته، ولا شك أن معركة القلمون غاية في الأهمية وهو الأمر الذي يعتبر الشريان الحيوي للنظام وحزب الله، إلا أن التقدم في القلمون يحتاج إلى قوة نارية هائلة لإحراز تقدم ما.
• باشرت الإدارة الأمريكية برنامج تدريب المعارضة السورية. كيف تقرأ هذا البرنامج ؟
•• للأسف لازالت الخطوات الأمريكية في إنجاز حل في سوريا بطيئة، أما برنامج تدريب المعارضة إلى الان يكتفي بتدريب قسم بسيط والهدف منه ليس الجيش البديل عن النظام إنما لتدريبهم على المضادات الجوية التي يبدو ستكون في وقت قريب في الجنوب والشمال لتأمين غطاء جوي في تلك المناطق لإنجاز مناطق آمنة دون استصدار قرار دولي بمناطق آمنة وهذا يدلل على عدم وجود قرار دولي بحل الازمة سريعا.
• كثر الكلام عن معركة دمشق ماذا يمنع انطلاقها؟
•• إن قرار معركة دمشق سياسي ودولي، والاستعراض الذي قدمه زهران علوش ليس إلا نوعا من الضغط النفسي على النظام للقبول بالحل السلمي ضمن السياق الحالي الذي نشهده، وكذلك تم تنظيم قوات زهران للتدخل بدمشق في حال انهار النظام بشكل مفاجىء.. وبالمحصلة فإن الواقع يبدو لي متحكما به من أطراف النزاع الإقليمية والدولية وهذا الحال يعكس حالة التدويل في أبهى صورها، ومعركة دمشق أعتقد أنها إلى الان مجرد أوهام لا تعدو سوى فزاعة تستخدم ضد النظام وفق حالة التدويل المشار إليها ونظام الأسد إلى زوال.
• هناك سعي لشيطنة المعارضة السورية عبر داعش. كيف تقرأ ذلك؟
•• ما من أحد لديه أي شك أن داعش في بداياتها كانت وليدة من سجون النظام ودعمه ودعم إيران لإنتاج هذا النموذج لشيطنة الثورة، بل ولإقناع العالم بالاختيار بين النظام وداعش وهذا بدا واضحا عند كل مواطن سوري ، فالنظام عمل جاهدا على ضرب الجيش الحر والابتعاد عن داعش، لأن النموذج المعتدل هو الخطر الحقيقي على النظام كونه البديل المنطقي والمقبول داخليا ودوليا. وأكون صادقا في التوصيف، إن حزب الله فرض حربا مذهبية منذ بداية تدخله في سوريا، وكذلك المالكي الذي دفع مليشيات طائفية وكذلك خطاب إيران الطائفي وبين الفعل ورد الفعل كقانون طبيعي لا بد من أن نشهد تلك المعركة الدامية، كل هذه الدماء في سوريا واليمن والعراق سببها الرئيسي هي إيـران الحالمة بعودة امبراطوريتها تحت عباءة ما يسمى بالثورة، والأمة اليوم إما استحقاق يبدو لي لامناص من مواجهته وإجهاضه وعودة إيران إلى داخل حدودها وحجمها الطبيعي، الذي لاشك أننا بعد عاصفة الحزم ليس كما قبلها.
• «عاصفة الحزم» ماذا قدمت للثورة السورية وكيف قرأت هذه الثورة؟
•• إن الأمة برمتها بعد أن قررت المملكة المواجهة لطموحات إيران لا يمكن إلا أن نكون مع المملكة بقيادة الملك سلمان في هذا الخيار المنسجم وتطلعات الأمة والذي انتظرناه طويلا وبدون تردد أو مواربة، بل ونكبر أيما إكبار بهذا التوافق الخليجي الذي سينعكس حكما لمصلحة الأمة، إن موقف الملك سلمان يستحق منا جميعا كقادة عسكريين ونخب سياسية بل وجميع أفراد الأمة أن نقف وقفة تاريخية مع هذا القائد العربي الذي طال انتظاره بدون تردد أو مواربة وهذه مواقف الأمة كما عهدناها عبر التاريخ. إن عاصفة الحزم أعادت للأمة فخرها وعزها ولجمت إيران..