وبعد أيام من بدء عمل لجنته، حاولت الميليشيات الحوثية الالتفاف على اتفاق تسليم المدينة وموانئها، فألبست عناصرها زي الشرطة، وهي الحيلة التي رفضها كاميرت مطالبا بتنفيذ فعلي لاتفاق السويد الذي نص على تسليم الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وتمادت المليشيات في استهداف جهود السلام ، وصولا إلى إطلاق أعيرة الرصاص على سيارات الأمم المتحدة التي تستخدمها لجنة كاميرت في الحديدة، كما تعمد الحوثيون في السابع عشر من الشهر الجاري استهداف الرجل بقصف مدفعي مركز طال المبنى الذي كان يعقد فيه أحد اجتماعاته مع الوفد الحكومي في لجنته، لينجو بأعجوبة.
وبالتزامن مع الاستهداف والمقاطعة ورفض كل جهود تطبيق اتفاق السلام في الحديدة، واصل المتمردون الحوثيون هجومهم الإعلامي على كاميرت ولجنته.
وفي حين ينتظر اليمنيون موقفا حازما يردع ميليشيات الانقلاب، من مجلس الأمن والأمم المتحدة، تتلاشى آمال علقوها على المنظمة الدولية، التي يقولون إنها عجزت عن حماية موظفيها من إرهاب ميليشيات الحوثي.
يشار إلى أن واقعة إطلاق النار على المسؤول الدولي أتت غداة قرار مجلس الأمن، بإنشاء بعثة دولية لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، وزيادة عدد المراقبين الدوليين إلى 75، لفترة أولية مدتها 6 أشهر، بغرض الإشراف على وقف إطلاق النار.
وكان الناطق باسم الميلشيات، محمد عبدالسلام، شن، في وقت سابق من شهر يناير الجاري، هجوما عنيفا على رئيس لجنة إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة.
ويسيطر الحوثيون على معظم البلدات والمدن في محافظة الحديدة، وعلى رأسها مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، ويرفضون تطبيق الاتفاق القاضي بانسحابهم تحت إشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار.
وهجوم عبدالسلام على رئيس لجنة إعادة الانتشار واتهامه بالخروج عن مهمته، يأتي وسط إصرار الميليشيات على عرقلة تنفيذ اتفاق السويد، وبعد دعوة وجهها المدعو حسن زيد، أحد منظري الحوثي، إلى طرد كاميرت والاعتداء عليه.