فبراير 6, 2025 2:32 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار التقنية / لماذا يغرد الذباب الإلكتروني الإيراني بالعربية؟.. تعرف على الأسباب

لماذا يغرد الذباب الإلكتروني الإيراني بالعربية؟.. تعرف على الأسباب

قد يبدو من المفارقة القول إن اللغة العربية تستخدم بنسبة 14 % في حسابات الذباب الإلكتروني الإيراني على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن اللغة الفارسية لغة إيران الرسمية لا تستخدم في تغريداتهم سوى بنسبة 8 % فقط، إلا أن معرفة حقيقة أن تلك الحسابات أنشئت لإثارة البلبلة والرأي العام العربي، وإحداث انقسام في صفوف المغردين، والترويج للملالي وحلفائهم قد يزيل الاستغراب كليًا.

وتشير الدراسة التي أجراها معهد أكسفورد البريطاني للإنترنت بعنوان “التدخل الرقمي الإيراني في العالم العربي” إلى أن اللغة العربية هي اللغة الثالثة الأكثر استخدامًا في مجموعة البيانات الإيرانية؛ إذ لم تكن التغريدات العربية تهدف للتواصل اجتماعيًا مع مستخدمين عرب آخرين، بل كانت تهدف للترويج لمواقع إلكترونية معينة إضافة إلى أن 69 % من الروابط كانت لمواقع إخبارية باللغة العربية ومؤيدة لإيران؛ كما تروج المواقع الإلكترونية الأكثر مشاركة من خلال التغريدات المكتوبة باللغة العربية موضوع الدراسة لسرد سياسي إيراني، كما أنها تتضمن انتقادات للسعودية ودعمًا للرئيس السوري بشار الأسد.

تاريخ إيراني أسود

ويسبق التدخل الإيراني الرقمي الحضور الإعلامي لطهران في العالم العربي، وذلك منذ إطلاق القنوات الفضائية، حيث تبث قناة العالم الإخبارية على مدار 24 ساعة باللغة العربية من طهران، واكتسبت شعبية جارفة في أوساط المسلمين الشيعة في العالم العربي بسبب تغطيتها المتواصلة، ثم تبع ذلك إطلاق طهران لقناة فضائية أخرى ناطقة باللغة العربية ذات توجه ديني تحت اسم قناة الكوثر، وذلك من أجل ترويج للأفكار الشيعية بين العرب.

وهذا بخلاف تدخلاتها العسكرية عبر ميليشيات مسلحة ووكلاء حرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فأضحت تلك الدول تعاني ويلات الحروب والانقسام والتفتت بعد أن وطئت أقدام طهران الخبيثة أراضيها.

لماذا اللغة العربية؟

قد يكون السؤال الأكثر إلحاحًا هو لماذا تحتل اللغة العربية مركزًا متقدمًا وسط سيل التغريدات الإيرانية التي تحاول الترويج لسياسة طهران وحلفائها في المنطقة، ولكن إجابته تعيدنا إلى أحداث وتظاهرات الربيع العربي في 2011، حين أصبح التدخل الإيراني أكثر وضوحًا ووقاحة في الشؤون العربية، فلطالما حاولت إيران توسيع نفوذها في المنطقة التي تعد العربية لغة معظم قاطنيها الأم، وذلك عبر مواجهة سياسية مع السعودية.

ويرى المؤرخ والكاتب الإيراني يراوند آبراهاميان “أن الإيراني يرى الوصول للثروة من خلال تدمير جاره”، وهو ما يفسر العداء الفارسي الإيراني للعرب، واستهدافها لهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة.

كما ترسخ في العقيدة الإيرانية معاداة السعودية على الخصوص المنافس الإقليمي، وهو ما يظهره حجم الهاشتاقات الموجهة ضد المملكة، والتي تستهدف قادتها وشعبها، وصادرة من طهران، وتروج لكونها حسابات سعودية أو عربية بما يخالف الحقيقة. ولا يمكن أيضًا إغفال تغريدات المرشد الصريحة بالعربية ضد الأنظمة العربية، والداعية للثورة على الحكام، فضلاً عن بعض خطاباته بالعربية والموجهة للمواطن العربي بشكل صريح.

ويمكن القول إن من بين العوامل التي أغرت طهران بالتدخل الرقمي في العالم العربي أن لدى ما يقارب 44 % من العرب القدرة على الوصول للإنترنت، حيث تحظى البحرين وقطر بأعلى معدلات انتشار الإنترنت بنسبة 98 % و94 % على التوالي. وعلاوة على ذلك، يستخدم 34 % من العرب “فيس بوك” حتى في الدول التي تعد بيئاتها السياسية متقلبة مثل سوريا، كما يحظى “تويتر” بشعبية جارفة في منطقة الخليج العربي.

حسابات إلكترونية معادية

وأخذت الحرب الإيرانية على العرب أبعادًا جديدة مع زيادة أهمية التقنيات الرقمية، وأكسبت عمليات التدخل الرقمي الإيراني زخمًا كبيرًا. ففي شهر أغسطس 2018م، أزالت شركة فيسبوك 652 صفحة ومجموعة وحساب على موقع “فيس بوك” و”انستغرام” تُدار من إيران وذلك بسبب المشاركة في “سلوك منسق مغلوط”.

وفي أغسطس 2018م، أعلنت “تويتر” عن تعليق 770 حسابًا، تستهدف المواطن العربي، وتروج إلى رسائل حكومية مؤيدة لإيران وروجت كذلك لمواقع تنشر السرد السياسي الإيراني، حيث أثبتت الدراسة البريطانية المشار إليها أن هناك 154,326 تغريدة مكتوبة باللغة العربية عبر تلك الحسابات. وقد لاقت هذه التغريدات 337,379 إعجابًا.

كما أصدرت شركة أمن رقمية “فاير آي” تقريرًا يشير إلى شبكة مواقع وحسابات وسائل تواصل اجتماعي تستهدف أشخاصًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وتهدف هذه الشبكة للترويج إلى رسائل مؤيدة لإيران، بما في ذلك رسائل معادية لترامب والسعودية، وفقًا للدراسة البريطانية.

فيما أوضحت الدراسة أن بعضًا من هذه الحسابات انتحلت صفة وسائل الإعلام، ربما لإضفاء المصداقية والموثوقية على تغريداتهم وأخبارهم الكاذبة والمزيفة الهادفة لإثارة الرأي العام العربي.

شاهد أيضاً

هكذا كانت حياة الملك المؤسس

وصفه بعض المؤرخين بأنه من أهم حكّام العصر الحديث لأنه تمكن من توحيد أراضي الجزيرة …