قمر صناعي، رؤية العلا والميناء الكبير.. ثلاثة مشاريع عملاقة بتوقيع القيادة، ترتقي إلى الأعالي في غضون وقت قصير جدًّا، تابعها ولي العهد ضمن متابعاته لمشاريع المستقبل القادم بالكثير الذي تختصره كلمة سمو ولي العهد يوم أمس بقوله عن مشروع العلا “ليس إلا البداية”.. ويبرهن على ذلك ليس كل ما حدث خلال أسبوع واحد بل لكون ذلك جزءًا من جدول سمو ولي العهد، ويؤكد أن المستقبل ليس تقليديًّا بل كأنه يعلن التحدي مَن سيفعل مثل هذا في وقت كهذا؟
من أبرز المشاريع الضخمة التي يتابعها سمو ولي العهد ميناء الملك عبدالله في رابغ؛ إذ كان تدشينه من قبل يجسد اهتمام القيادة بالمشروعات العملاقة، كما يحدث تباعًا من تطوير وافتتاح مشاريع عملاقة في الآونة الأخيرة، وباعتبار الميناء لبنة أساسية في التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة وفق رؤية 2030 نظير ما يتمتع به من مميزات، منها كسر حاجز السفن فيه إلى أربعة ملايين حاوية قياسية سنويًّا، والموقع الجغرافي.
الميناء بهذه المميزات، ومن واقع احتياج رؤية المملكة ٢٠٣٠، استحق “التطوير” بالشكل الذي يستند إليه؛ إذ تتأكد الحاجة إلى ميناء على مستوى عالمي قادر على استقبال السفن العصرية العملاقة، واستيعاب العدد المتزايد من السلع والبضائع وبعض المعدات المستوردة.
والملاحظ في أبرز المشروعات التي انطلقت خلال أسبوع واحد، ويتابعها سمو ولي العهد، أنها من تدعيمات البيئة والبنية التحتية لبداية مشاريع جبارة تحت مظلة رؤية المملكة 2030، بداية من إطلاق القمر السعودي الأول للاتصالات (SGS-1) بنجاح على متن الصاروخ “أريان 5” الذي وقَّع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – على القطعة الأخيرة له بعبارة “فوق هام السحب”، وبعد أيام تدشين رؤية العلا بوصفها وجهة للتراث العالمي التي تتمحور حول حفظ التراث والطبيعة، والمشاريع المصاحبة لها التي أيضًا تعتبر تأسيسًا لبنية تحتية لبيئة طبيعية، منها تدشين محمية شرعان الطبيعية، ومنتجع شرعان، والصندوق العالمي لحماية النمر العربي.
والميناء الضخم الذي يدشنه سمو ولي العهد اليوم يُعتبر لبنة أساس، تعتمد عليها رؤية المملكة اقتصاديًّا. ويعتبر ميناء الملك عبدالله أحدث ميناء تجاري متكامل الخدمات في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وهو يقع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
ويتميز هذا الميناء التجاري بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وخدماته المتكاملة من خلال استخدام أحدث التقنيات على أيدي أخصائيين متمرسين في هذا المجال.
وتأتي أدوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الملموسة لمتابعة مشاريع المستقبل؛ لتؤكد إنجازات سموه في سبيل تحقيق رؤية الوطن التي يقودها سموه في سباق مع الزمن والفكر؛ إذ يصنع استراتيجية كانت من المستحيلات لدى بعض الدول، لكنه يضع هنا على أرض المملكة لمساتها وأساساتها التي بدأ بعضها بإيتاء الثمار.