مارس 17, 2025 8:13 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار الباحة / علي الزهراني أحال منزله إلى قيمة تراثية وجمالية

علي الزهراني أحال منزله إلى قيمة تراثية وجمالية

الطراز المعماري التقليدي في منطقة الباحة يمثل قيمة جمالية وتراثية وإنسانية وسياحية * جاذبة ومبهرة تحكي قصة إنسان الباحة الذي تعاطى مع موجودات البيئة من أحجار وأشجار وطين ليشكل وحدات سكنية شامخة تقاوم الظروف المناخية ، بقيت تلك المساكن تخدم أهلها لفترات زمنية طويلة حتى استبدلت تلك الأحجار بقوالب إسمنتية لتتشكل أحياء جديدة بمبان ذات تصاميم هندسية متنوعة وبألوان مختلفة بعضها لا تنسجم مع التشكيل البصري لبيئة الباحة الجبلية فكانت نشازا غير متناغمة !

بعض الغيورين على الطراز المعماري التقليدي استوحوا تلك التشكيلات المعمارية القديمة ليوظفوها في مبانيهم الحديثة لتكون لافته وجاذبة ومحققة المتعة البصرية *من بين هؤلاء الأستاذ على *الزهراني حيث يقول: * *

منذ زمن طويل وانا أحب محاكاة الأشكال المتعلقة ببيئة المنطقة ، وقد عملت بيدي مجسمات في هذا الشأن ولازلت احتفظ بها رغم الوقت الطويل الذي مر عليها، فأنا عاشق للموروث المادي *المتمثل في المباني السكنية والتي توظف خامات بيئتنا لذا وجدت إمكانية المزج بينهما الأصالة مع الحداثة *دون الإخلال بتلك الجماليات، وهنا أسجل عتبي في عدم الاهتمام بهذا الموروث الجميل سواء من الجهات الرسمية كالبلديات أو حتى المكاتب الهندسية وهم معنيون بإبراز *الطراز المعماري الأصيل *سواء كانت ( بيوت أوحصون أوقلاع) واقتباسها عند التنفيذ سواء في في المباني الرسمية أو في تجميل المنتزهات التي *يرتادها زوار المنطقة ومن خلالها ترتسم وتثبت صورة تراث المنطقة في مخيلاتهم *، ولكل منطقة أسلوبها العمراني الذي يجب أن تبرزه وهذا المأمول حتى من الأهالي أنفسهم.
هل تحدثنا عن قصة بناء منزلك؟

بيتي ياعزيزي صممته أساسا على أن تكون واجهاته على شكل قلعة تحاكي بيوت غامد وزهران تحديدا ، وحرصت على تنفيذه في مدينة مكة *المكرمة لسبب مهم وهو كثرة ساكنيها وزائريها سواء من مدن المملكة أو القادمين من دول العالم بصفتها مهوى أفئدة المسلمين من كافة أصقاع العالم ، والجانب الآخر وددت أن يكون المبنى بملمحه التقليدي معلما متميزا، وقد بدأت في بنائه قبل عشرين سنة أي منذ عام 1419 هـ ومن الصعوبات التي واجهتني وقتها عدم توفر الفنيين القادرين على البناء بالشكل الصحيح وكذلك عدم توفر المواد والخامات التي تخدم فكرتي على الوجه الذي يرضيني بحسب التصور الذي يتطابق *مع الشكل الذي بنيته في مخيلتي ، إضافة إلى أن نظام البناء كان دورين وملحق ولو نفذ الشكل حينها لما ظهر بهذه الصورة.

فاكتفيت بادئ الأمر بتكسية الواجهات بالبوية ذات الألوان المشابهة للأحجار إلى أن تيسر الأمر ويتغير الحال، وقبل سنتين سُمح للحي الذي أسكنه إضافة دور وملحق ليصبح ثلاثة أدوار وملحق فحضرت الفكرة من جديد وبقوة، عندها بحثت عن المادة الخام ( الأحجار) من جبال الباحة ولكن للأسف لم أجد ما يناسب في عملية التكسية والبناء، وكل الذي توفر *عبارة عن أحجار عشوائية وبلون واحد غالبا لا يخدم التصميم الصحيح الذي في ذهني، كما أن العمالة من الأفغانيين ويفتقدون مهارة وضع اللمسة الفنية ، مع ارتفاع أجورهم . هنا قمت ببناء الإضافات بالشكل الذي أريد وبقيت في الشكل الخارجي ، وكنت أدرك أن هذا فن لا يجيده إلا أهله وليس مجرد عمل عادي، فقمت بالخطوة الأولى وهي فتح مؤسسة مختصة في هذا الجانب لتخدم الفكرة التي في ذهني وحتى تكون تحت إدارتي ليتم التنفيذ *بالشكل الذ أطمح له .ولكوني متقاعدا عملت المؤسسة وسافرت لإندونيسيا وبحثت عن الحجر أولا فوجدت أحجاراً تشبه أحجار منطقة الباحة ولكن لم أجد من العمالة الإندونوسية من يقبل السفر معي ، وخصوصا أن متقني البناء بهذه الطريقة *قليلون جداً، بعكس الفنيين التقليديين الذين نعرف عملهم عندنا بواسطة الشبك والإسمنت ، وهذه الطريقة لا أميل إليها لأنها طريقة متعارف عليها وليس فيها الفنيات والمهارات استطيع القول بأنها أفكار دارجة ومستهلكة ، إضافة *إلى كونها لا تعطي انطباعا حقيقيا عن الطراز المعماري *الذي تتميز به منطقة *الباحة، وبعد محاولات يائسة رفض العمال الإندونيسيين المجيء معي إلى السعودية رغم الإغراءات المالية فضلا عن مزايا مكة المكرمة لوجود الأماكن المقدسة والتي يحرص المسلمون على المجيء إليها ولكن دون جدوى . *

عندها فكرت في السفر إلى مصر ووجدت الحجر المناسب ووجدت الفنيين الذين يقومون بالعمل فشريت الحجر وشحنته لمكة ، وتعاقدت مع الفني الذي يعمله بعد أن شرحت له الطريقة التي أريد العمل بها ، استمر العمل في واجهتين فقط ما يزيد عن عام كامل *تحت اشرافي المباشر خطوة بخطوة .

ومن الأشياء الغير واضحة من خارج البيت والتي تميزه داخليا ، حديقة صغيرة الحجم كبيرة المعنى ، اجتهدت أن تكون صورة مصغرة لطبيعة المنطقة الجبلية، كالشلال والفلج والعتلة والجناب والسند طبعا هذه أشياء معروفة واقصد بها الشلال والممر المائي الذي يخترق مساحة من النجيلة الخضراء وجزء مرتفع قليلا زرعت فيه أشجار مثمرة نجحت ولله الحمد وأنتجت، *وجزء منخفض زرعت فيه النجيلة الطبيعية الخضراء فأصبح المكان أشبه بالمنتزه الصغير داخل البيت ، كل هذا في السطح أمام الجزء الذي خصصته للسكن .
واختتم حديثه بقوله أظن بأن هذا العمل يأتي في سياق الاحتفاظ بهوية المنطقة وتقديم لوحة *الباحة التراثية في أطهر بقعة على وجه البسيطة مكة المكرمة.

شاهد أيضاً

أمير الباحة يعتمد خطة استئناف عمل موظفي الإمارة ومحافظاتها

أمير الباحة يعتمد خطة استئناف عمل موظفي الإمارة ومحافظاتها الأمير حسام بن سعود واس – …