مع البواسل على خطوط النار
سباق الأبطال .. النصر أو الشهادة
مهما بلغت وسائل الإعلام وكاميرات التلفزيونات من مهارة وقدرة ودقة فإنها تقف عاجزة عن نقل كل تفاصيل البطولات وصور البسالة والجسارة التي يسطرها رجالنا البواسل في الحد الجنوبي.. بطولات تعجز الأقلام عن وصفها، عليك هنا أن تعيش نشوة الفرح والعزة والفخر بكل ما يقدمه الجنود من فداء ودفاع عن الأرض والعقيدة ومقدرات الوطن العزيز.. ومن انتصارات متتالية تحدث على مدار الساعة في دحر المعتدين والعابثين الحوثيين وأعوان المخلوع علي صالح.
ملامح النصر
«عكاظ» عاشت ساعات الفخر والعزة في خطوط النار مع الجنود البواسل ولامست أرض المعارك وسمعت أصوات مدافع النصر، واشتمت رائحة البارود، وقرأت في عيون المرابطين ملامح النصر والصمود والإصرار على النصر والردع ورد الخائبين إلى جحورهم في سفوج الجبال. هنا الإحساس مختلف والشعور مغاير يصعب تخيله أو وصفه، هنا يقين بحقيقة النصر وزيادة القناعة بقدرة وصمود من يقفون لحماية حدود الوطن، رجال يستحقون الثقة والاحترام والدعوات الصادقة من الجميع بمزيد من الانتصارات وأن يحميهم الله عز وجل من غدر المتسللين المعتدين الجبناء.قوة وقدرة
ما إن تقترب من المحافظات والقرى الحدودية التابعة لمنطقة جازان، تقف بنفسك وترى على أرض الواقع مدى القدرات العالية التي تمتلكها القطاعات الأمنية التي أوكلت إليها مهمة الدفاع عن أرض الوطن وتأمين الحدود من شر المتسللين والمعتدين العابثين. أينما تنظر تأسرك مشاهد الآليات العسكرية العملاقة المجهزة والتي تشعرك بالأمان والاطمئنان، تشعرك بأن هناك من يدافع عن كل شبر في أرض الوطن ويحمي بعد الله عز وجل كل من يعيش تحت سمائه وأرضه وبواديه وسواحله.
وأنت تتجول بين قرى ومحافظات الشريط الحدودي وعلى مسافة تزيد على 200 كيلو متر ترى الآليات العسكرية والمدافع التي وزعت باحترافية كبيرة ومهارة عالية لردع المعتدين، تقف على الانضباط الكبير في تحركات رجال الأمن البواسل المرابطين لحماية الحدود، مهارة وإتقان وتصميم في أداء المهمات والواجبات.سباق إلى الشهادة
خلال جولة «عكاظ» التي تنقلت فيها بين عدة محافظات حدودية واقتربت كثيرا من خطوط النار، لمست بنفسي الروح العالية التي يتمتع بها جنودنا البواسل، والشجاعة الكافية التي تمكنهم من مواجهة المتسللين وقمع جميع محاولاتهم العبثية الانتحارية.
ومن المواقف التي لا أنساها حين التقيت بعدد من أفراد الجيش على وجبة غداء، ودار بيننا حديث طويل لعل أبرز ما شدني إليه حديث أحد الجنود، شاب في مقتبل العمر اسمه (خالد الحربي)، قال بكل عفوية «التحقت بدورة للجيش بعد تخرجي من الثانوية وكانت هذه رغبتي، تلقينا الكثير من التدريبات وتعلمنا كثيرا وتدربنا وأدركنا المهمات، وحين قدمت للدفاع عن الوطن في الحد الجنوبي شعرت بإحساس مختلف تماما، وتأصل في داخلي حب الوطن أكثر فأكثر، وهذا ما لمسته في باقي زملائي، لا تعلم مدى الإحساس الذي ينتابنا حين نسمع طلقة واحدة فقط تطلق من قبل المعتدين تجاه أرض الوطن، نشعر بالغيره الشديدة، التي تنسينا كل شيء ولا نفكر إلا في رد العدوان وتلقينه الدروس تلو الدروس والدفاع عن أرضنا بالدم وبالروح.
وأضاف الجندي البطل بعد ذلك: «أقسم بالله العظيم (قالها ثلاثا) أنني وباقي زملائي نتسابق على أن نكون في المقدمة عند أي محاولة تسلل من ميليشيات الحوثي والمخلوع، نتسابق على أن يكون كل واحد منا في المقدمة نعمل على ردعهم وردهم على أعقابهم، وفي أحيان كثيرة تحكمنا ضرورة الاستماع لتوجيهات رؤسائنا وتنفيذ خططهم بكل دقة، ولعل من الأمور التي تشعرنا بالفخر والاعتزاز أن رؤساءنا الذين يجدون صعوبة في كثير من الأحيان في اختيار البعض منا للقيام بمهمة ما، والسبب هو أنهم يحتارون من يختارون، لأن الجميع بينهم تنافس على خوض المعارك دفاعا عن الوطن، والجميع يتمنى الشهادة أو النصر، فحدودنا دونها أرواحنا وكل قطرة دم تنزف هي فداء لتراب هذا الوطن».حدود آمنة
في كل مكان ذهبت إليه «عكاظ» وجدت العزيمة والإصرار على ردع الأعداء، العزيمة هنا لا تلين وقوة الإرادة عالية يتمتع بها جميع المرابطين في ثغور الشريط الحدودي الجنوبي بمعنويات عالية وحماس لا مثيل له للذود عن الوطن وتوجيه ضربات قاصمة للعدو في المعارك الشرسة التي يخوضونها ضد الميليشيات الحوثية. ولعل إفشال جميع محاولات التسلل التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أكبر دليل على القدرات الكبيرة والروح العالية التي يتمتع بها المرابطون على حدود الوطن.