دأب النظام القطري على تحسين صورته في الخارج، خاصة الولايات المتحدة، عن طريق إقامة المنتديات ودعوة المسؤولين والساسة إليها على نفقة الدوحة، واستخدامهم في الوقت نفسه في حمل رسائل سياسية وإعلامية تخدم قطر (المتهمة وفق وثائق دامغة إقليمية ودولية بدعم الإرهاب)، وسلَّط مواقع أمريكي الضوء على «زيارة سرية» لأعضاء في الحزب الديمقراطي الأمريكي للعاصمة القطرية الدوحة، دون أن يعلنوا عنها أو يشيروا إليها بأي معلومة، حرصًا على الشفافية.
ونشر موقع (الرأي المحافظ- (Conservative Review) تحقيقًا للكاتب (Jordan Schachtel) حمل عنوان «أعضاء الكونجرس الديمقراطيين يقومون برحلة سرية في عطلة نهاية الأسبوع إلى قطر»، نشرت ملخصه وكالة الأنباء السعودية (واس).
وكشف كاتب التحقيق، عن أن العديد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس سافروا إلى الدوحة، خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ لحضور «منتدى الدوحة السنوي» والالتقاء بأعضاء النظام القطري، وأنهم أخفوا تلك الزيارة وكأنها لم تكن، حرصًا على صورتهم الانتخابية.
الأعضاء الديمقراطيون في الكونجرس، الذين زاروا قطر هم: دونالد نوركروس عضو مجلس النواب عن ولاية نيوجيرسي، ودان كيلدي عضو مجلس النواب عن ولاية ميشيجان، وجيم هاينز عضو مجلس النواب عن ولاية كونيتيكت، والدكتور آمي بيرا عضو مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا، وبرندان بويل عضو مجلس النواب عن ولاية بنسلفانيا، وأندريه كارسون عضو مجلس النواب عن ولاية أنديانا.
وأشار التحقيق الصحفي، إلى أن جميع هؤلاء النواب حضروا منتدى الدوحة في عطلة نهاية الأسبوعين، وأنه تمت معرفة أمر تلك الزيارة عن طريق وسائل الإعلام القطرية، ونشرت واحدة على موقع تويتر من قِبل بن سميث محرر موقع (BuzzFeed)، الذي كان راعيًا لمنتدى الدوحة.
وأضاف كاتب التحقيق: أن منتدى الدوحة كان مأهولًا بعدد مثير للقلق من الناشطين المتطرفين وقادة الدول المرتبطة بالإرهاب.
وقال إن «مجموعة الدراسات الأمنية» كتبت مقالة قصيرة حول الحاضرين بمنتدى الدوحة، والمفاجأة أنه كان من بينهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ومسؤول تركي مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
وأضاف قائلًا «يمكن القول إن قطر هي الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب السني، لكن هذا لم يوقف النخب المتصاعدة في العاصمة وأعضاء فرعنا التشريعي من أخذ الأموال القطرية ورؤوس الأموال المؤثرة، أو من حضور الفعاليات رفيعة المستوى التي تستضيفها الحكومة القطرية».
وتابع «كما سبق لموقع (CR) تقديم تقرير عن حملات اللوبي السنوية المدعومة من قطر؛ بما يزيد على 20 مليون دولار في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي يستهدف فيها نظام الدوحة الأفراد والمسؤولين المؤثرين والمنظمات للضغط من أجل أولوياتها؛ كشكل آخر من أشكال الضغط شبه الرسمي.
واختتم الكاتب تحقيقه بالقول: إنه في السنوات الأخيرة، اتخذ النظام القطري خطوات كبيرة بعيدًا عن شراكته مع الولايات المتحدة، وبدلًا من ذلك عاود الانضمام إلى أنظمة معادية مثل إيران وتركيا.
يشار إلى أن موقع (الرأي المحافظ Conservative Review) هو شركة إعلام وأخبار أمريكية، تأسست عام 2014 من قبل المعلق السياسي المحافظ ومذيع الراديو مارك ليفين، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس التحرير، وتتخذ من مدينة هيوستن في ولاية تكساس مقرًا لها.
يُذكر أن الدوحة بدأت تخترق مراكز ومؤسسات إعلامية بملايين الدولارات، خاصةً في أمريكا وبريطانيا (يتصدرها مركز بروكنجز الأمريكي)، ومن ثم تبني وجهة النظر القطرية، وتمهد لدورها الوظيفي- التخريبي، الذي يتوافق مع أجندات مشبوهة، والمؤامرات التي تحاك ضد دول عربية، من خلال تشويه الرموز المحلية، وتشويه المؤسسات الوطنية، وتهديد الوحدة الوطنية، والعمل على تفكيك وتفتيت الدول المستهدفة.
كما أن السياسة الإعلامية القطرية (حسب مراقبين)، هي جزء من سياساتها الخارجية، التي تقوم على دعم الجماعات الإرهابية، لا سيما جبهة النصرة وتنظيم داعش، وعلاقات مشبوهة مع إيران وتركيا على حساب الأمن القومي العربي، خاصةً منظومة مجلس التعاون الخليجي.