بدر أحمد كريم، كان هو النجم المتميز، والصوت الأبرز في المنظومة الإعلامية كاملة، وقد أكسبه إخلاصه وتفانيه في عمله شرف رئاسة الفريق الإعلامي المرافق لجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في كل زياراته، والتي شملت تقريبا كل دول العالم، وكل مناطق المملكة. كان «بدر» ينام أحيانا في مقر الإذاعة فقد كانت مكتبه ومنزله ووسيلة راحته واستمتاعه، تسمعه مع بدء إرسال الإذاعة في فجر بعض الأيام، حيث كان ينوب عن أي مذيع يتخلف عن الحضور مبكرا، وأحيانا تسمعه في نشرة الأخبار الرئيسية بديلا لأي زميل تأخر عن الحضور لاستديو الأخبار.
ظل «بدر» مكافحا طوال حياته فحصل على الشهادة الابتدائية في سن الشباب عن طريق «منازل جدة»، واستمر حتى حصل على الدكتوراه قبل أن يوارى جثمانه الثرى بسنوات معدودة، ولم يكن بحاجة إلى تلك الشهادات لأن اسمه وشهـرته كانت تسبقه في كل أرجاء الوطن، صارع «بدر» المرض بأنواعه، والتقاعد بأمراضه وتبعاته النفسية، فلم يستسلم له، فإذا ما أحس بالشفاء عاد إلى مكتبه بمنزله حيث يقضي كل ساعات صحوه مع البحث والكتابة والإعداد للندوات والمحاضرات التي كان يدعى إليها في عدد من المحافل في داخل المملكة وخارجها.
هذا بعض من بدر كريم الرجل المدرسة في اللغة السليمة والتواضع الكبير، الذي لن ينساه التاريخ الإعلامي لبلادنا، رحمه الله وجعل الجنة مثواه.