أين أنت؟.. لم يكن مجرد سؤال عابر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمستشاره أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، إلا أنه يؤكد اهتمامه الدائم بالمتابعة الدقيقة لكل ما يتعلق بخدمة المواطن، أين ما كان في شتى المناطق والمحافظات والقرى والهجر. ورغم المسؤوليات الجسيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واهتمامه بمعالجة قضايا المنطقة والأمتين العربية والإسلامية والعالم، إلا أنه لم ينس المواطن، ورغم انشغاله بالعديد من القضايا، إلا أن رعاية المواطن تظل هاجسه الأول والأخير، وفي مقدمة أولوياته، لا يكتفي فقط بمتابعة تقارير إمارات المناطق والمحافظات عن ما يقدم من خدمات له، بل يحرص بنفسه على المتابعة الشخصية الدقيقة لكل شيء يتعلق براحة أبناء الوطن، وما اتصاله هاتفياً أول أمس على الأمير خالد الفيصل إلا تأكيد على ذلك، فسأله الملك “أين أنت؟” فأجابه “إني في طريقي بين خليص والكامل”، فكلفه بنقل تحياته للمواطنين وقال له الملك بالحرف الواحد “أنت والإمارة في خدمة المواطن في هذه المنطقة”، ما يؤكد حرصه على الاهتمام بمتابعة أبناء الوطن، والاطلاع على كل جزئية صغيرة أو كبيرة تخص المواطن في كل منطقة وقرية وهجرة في هذه البلاد.

يأتي اهتمامه بدعم قطاعات التعليم والصحة والإسكان، تأكيدا دامغا على أن المواطن يظل في مقدمة اهتماماته وأولوياته، فيما يتعلق بالتعليم تركز الخطط الموضوعة لتطويره على إخراج جيل من المواطنين ذوي كفاءة عالية مرموقة ليسهموا في البناء التنموي، وتفسر ذلك رؤية الملك لدمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة هي “التعليم” لتكون ملمة بكل جوانب العملية التعليمية والتربوية لوضع الأطر المناسبة لانطلاقتها التطويرية، لتكون مخرجات التعليم متطورة دائماً، ويركز الملك على تطوير التعليم من خلال تعزيز البنية الأساسية السليمة له لتكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية لتأسيس ركيزة أساسية للتنمية البشرية والجودة، كما أن الملك سخر كل الإمكانيات للطلاب والطالبات للمضي قدماً في مسيرتهم التعليمية بكل تفوق.

وفي لقاءاته مع أمراء المناطق يحرص الملك سلمان على الوقوف على كل المشاريع الخدمية ورصد أسباب تعثر تنفيذ بعضها، ويدعو لمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية لتفعيل دورها في القضاء على الفساد وحفظ المال العام، ولا ننسى مقولته الشهيرة “لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه على أحد”، ما يؤكد مسؤولية الجميع في مكافحة الفساد والوقوف أمامه بقوة لتأمين كل الخدمات للمواطنين، ويحث الملك أمراء المناطق دائماً على تقوى الله والاهتمام بمصالح أبناء الوطن ومتابعة أحوالهم وتلمس احتياجاتهم والاجتهاد في إنجازها، بما يحقق المزيد من الرخاء لخدمة الوطن والمواطن.