فبراير 24, 2025 1:21 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقتطفات الصحافة / الـتـوق إلـى الحـريــة: احتجاجات الجزائر

الـتـوق إلـى الحـريــة: احتجاجات الجزائر

النزوع إلى الحرية ، فطرة إنسانية سامية ، يولد الإنسان. إذا كنت تتحدث عن تواجدك في هذه الاحتفالات ، في السودان ، وفِي الجزائر ، وفِي فنزويلا ، وغيرها من الدول.
لطالما حرم فقهاء التراث و الاحتجاجات ضد حاكم وظلم وعاث فساداً ، إيثاراً للاستقرار ، صراعاً للفتن والاضطرابات ، ولطالما اتهمت الجماهير العربية لا تعرّف المسيرات بدل المسيرات الأوروبية ، ووصمت بأوصاف على الممتلكات ، وتعرض المصالح العامة والخاصة ، وزعزعة الأمن ، وإثارة الفزع ، وتعريض حياة الناس للخطر ، وإحباط الحرائق في الإطارات وإطارات السيارات ، ولكن ثبت اليوم أن العرب يتعلمون من دروس الماضي ، هاهي في مسيرات سلمية لا تشوبها؟ لقد انقلبت الآية.
في كتابه التوثيقي الممتع (العين بصيرة .. مثلث التجاهل: النفط والتنمية والديمقراطية) منتدى المعارف ، بيروت 2011 ، ينعى الصديق الدكتور علي خليفة الكواري ، صديقه اليمني الحاج جارالله عمر ، قضى عمراً في الدعوة إلى الإصلاح ، يرحل غدراً ، حضر اللقاء السنوي (11 (مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية) (أكسفورد ، 2001). لم تتحول إلى الديموقراطية ، وماذا عنك؟ ، أن الناس تخرجوا من كتاب ضدهم؟
هذا هو الوضع القائم في الشرق الأوسط ، وماذا عنك؟ يلا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) على كل ما هو ضمير حر ، محب لوطنه ، تواق للحرية والعدالة والإصلاح ، أن لا ييأس ، ولا يغادر بظواهر الأمور ، فالمولى تعالى معه ، وحركة التاريخ مع ، لو عاش الشهيد جارالله ، رحمه المولى الشعوب وعتدين ملابسهم وأنفسهم ن استكانت للظلم مؤقتاً ، هل تزلزل الأرض؟
(1979) ولد الرعاة ، ونشطاء الحقوق العربية العامة ، أو كلماتكم ، لم تكن صرخة في واد ، ولم يذهبوا إلى بلدكم. والتغيير والحرية ، وقد تحققت في مجالات عديدة ، على المستوى الخليجي أو العربي ، مصداقاً لقوله تعالى (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
ختاماً: إذا رصدنا اتجاهات الرأي العام العربي في قضية الديمقراطية ، بدءاً من أول دراسة ميدانية ، شملت 10 أقطار عربية ، و 8 آلاف مواطن ، نجد أن المطلب الديمقراطي الذي يحتل المرتبة الرابعة قبل 4 عقود ، أصبح اليوم مطلباً أولياً ملحاً ، ولا أدل من هذه التظاهرات التي تشهدها دول عربية.
بقلم: د.عبدالحميد الأنصاري