25 مستفيدا، هو عدد خريجي الدفعة الـ 21 من برنامج “الرعاية والتأهيل”، التابع لإدارة المباحث العامة، بالمنطقة الشرقية، بالسعودية. وهو البرنامج المخصص لمناصحة الموقوفين في قضايا “أمنية” من المواطنين السعوديين الشيعة.
حفل التخرج أقيم برعاية مدير “مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية”، اللواء ناصر بن محيا المطيري، وحضور عدد من أعيان المنطقة، من بينهم قاضي دائرة الأوقاف والمواريث الشيخ عبد العظيم مشيخص، وأهالي المستفيدين الـ 25، الذين اجتازوا مراحل التدريب وجلسات التأهيل في البرنامج، الذي يشرف عليه عدد من الخبراء النفسيين والاجتماعيين.
عضو مجلس الشورى السعودي نبيه البراهيم، وفي حديث لـ”العربية.نت”، قال “حضرت حفل تخريج مجموعة من الشباب من محافظة القطيف، معظمهم من بلدتي العوامية، عادوا إلى رشدهم، بعد أن استجابوا في لحظة من الغفلة إلى دعوات المحرضين، الذين لا يريدون خيرا لبلادنا، ولا تروق لهم حالة الوئام السائدة بين حكامها الميامين وبين شعبها الوفي، بمختلف مكوناته منذ عهد التأسيس”. مضيفا: “هؤلاء الشباب غرر منهم من غرر في فترة ما، وقاموا ببعض الأخطاء المخلة بأمن واستقرار البلاد. تم أخذ الإجراءات النظامية حيالهم من قبل الجهات المعنية. بل لم يقف الأمر عند هذا، فبعد انتهاء محكوميتهم وفقا للأحكام القضائية التي صدرت بحقهم، قامت الدولة مشكورة بعمل برنامج مناصحة لإعادة تأهيل هؤلاء الشباب، ليعودوا لمجتمعهم كعناصر مفيدة ونافعة وفاعلة في عمل الخير والصلاح”.
البراهيم أثنى على البرنامج ونتائجه، والتغيرات التي حصلت لدى الشباب الخاضعين له، قائلا “بحكم معرفتي السابقة ببعض هؤلاء الشباب، لمستُ كيف كانوا وكيف أصبحوا. حيث سلم عليَّ بعضهم سلام المحب المشتاق، فيما كان في السابق لا يكاد يطيق أن ينظر إلى محياي.. بل بعضهم كان له موقف مؤذٍ معي، وقد وصل أذاه لأسرتي، والآن جاءني مسلماً كالمعتذر، يسأل عن حالي وحال أسرتي!”.
هؤلاء الخريجون الذين يغادرون البرنامج، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، طالب نبيه البراهيم المجتمع بأن يكون “حاضنة إيجابية” لهم، وأن يقوم بدوره تجاههم. معتبرا أن “المجتمع بكل فئاته، عليه مسؤولية الوقوف مع هؤلاء الشباب ومساندتهم في بدايتهم الجديدة، وذلك باحتضانهم اجتماعيا، وفتح أبواب الرزق الكريم لهم، لكي يستمروا في هذا الطريق المستقيم، ولكي نتجنب حدوث أي انتكاسات أو نتائج سلبية أخرى”.
الحفل الذي أقيم مساء الأحد 25 نوفمبر الجاري، شهد كلمة للمستفيدين من برنامج “بناء” شكروا فيها القائمين عليه، لدورهم في “تقديم الدعم النفسي لنا، ولمساعدتنا على التكيف في ظروف السجن غير الاعتيادية، والجهود الهائلة التي بذلوها في إعادة اندماجنا في المجتمع بعد الإفراج عنا”. معتقدين أن “هذا الجهد الكبير لن ينجح، إذا لم يجد البرنامج ومستفيديه بالذات الفرصة لتفجير طاقاتهم في جوانب شخصيتهم، مثل: الفنون والإبداع والمهارات الحرفية والتقنية الكامنة لديهم، بالطريقة السليمة البنّاءة”.
من جهته، دعا رئيس نادي “السلام” بالعوامية، فاضل النمر، جميع الخريجين إلى الانضمام إلى النادي، في مختلف مناشطه، مشدداً على دور الرياضة في تحفيز الشباب، وإعادة دمجهم مع محيطهم الاجتماعي.