يترأس من العاهل المغربي محمد السادس، في القصر الملكي في الرباط، ألقى مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة في شرق المغرب، درساً دينياً رمضانياً تحت عنوان “سلفية الأمة والتمثلات المغربية”.
ففي كل شهر رمضان، يلقي علماء من المغرب ومن العالم الإسلامي دروساً دينية قبل صلاة المغرب، بحضور العاهل المغربي، وتحمل اسم “الدروس الحسنية”، نسبة إلى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، الذي أطلق هذه الدروس الدينية، قبل سنوات.
الاختيارات المغربية في التدين
وسلط المحاضر في درسه الديني الأضواء على “الاختيارات المغربية في التدين”، في مواجهة “تهمة الابتداع”، التي وقف من ورائها علماء عرفوا برسوخهم في المعرفة الشرعية، وبحرصهم الشديد على التزام السنة النبوية.
وذهب رجل الدين المغربي إلى أن “قصة إيجاد نموذج مغربي في التدين” انطلاقاً مما أصله العلماء ورعوه، ورتبوا عليه أحكاماً كثيرة هي قصة سلوك ذكي عمل على تثبيت أحكام الدين في ثنايا المجتمع، مع تحويلها إلى فعل اجتماعي يتأيد بسلطة المجتمع، وحمايته للاعراف المجتمعية.
هذا ودعا عالم الدين بن حمزة إلى دراسة التدين المغربي السني عبر دراسات علمية، في انتظار تحوله إلى مبحث قائم الذات في المعرفة الشرعية والاجتماعية، مضيفا أن “النموذج المغربي أصبح يستلفت الأنظار”، حيث أن بلداناً إسلامية أرسلت أئمتها ومؤطريها للإطلاع على النموذج الديني المغربي.
وبحسب رجل الدين، فإن النموذج المغربي في التدين “لم يكن في يوم أكثر قوة ومناعة، مما هو عليه الآن”، موضحاً أن العاهل المغربي يعمل على تقوية هذا النموذج، بإصرار شديد، وبنفس طويل، وبإرادة لا يعتريها الكلل ولا الملل.
ويحضر الدروس الدينية الرمضانية في المغرب، التي يرعاها الملك محمد السادس سنوياً، ضيوفاً من كبار علماء الإسلام من كل العالم.
وسجلت هذه الدروس حدثاً غير مسبوق، قبل سنوات، عندما جلست لأول مرة امرأة لتلقي درساً دينياً وسط حضور غالبيته العظمى من الرجال، ويتعلق الأمر بالجامعية المغربية الدكتورة رجاء ناجي المكاوي.
ويراهن المغرب، بحسب المراقبين، على تقديم صورة “أكثر اعتدالاً وتسامحاً وقابلية للتعايش مع الآخر” في الإسلام، حيث يشرف العاهل المغربي محمد السادس على برامج تطوير للشأن الديني في مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب.