لا جدال في أن عهد خادم الحرمين الشريفين، سلمان الحزم والعزم أسهم في انتعاش آمال الأمة، إذ تكونت من العاصمة السعودية الرياض، تحالفات عربية وإسلامية غير مسبوقة بمساندة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ما أحدث تغيراً في قواعد اللعبة السياسية، وأكد من جديد أن للمملكة صوتاً قوياً ونفوذاً مؤثراً على خارطة السياسة الإقليمية والدولية، وهذا ما اتضح جلياً في أمثلة عدة منها: دور المملكة في رفع «التحالف العربي» من القائمة السوداء لـ «انتهاكات الأطفال» في اليمن، بعد وقت قصير جداً، فضلاً عن مواجهتها مع واشنطن بسبب التعتيم على الصفحات الـ28 التي تثبت براءة الرياض من أحداث 11 سبتمبر.
هذا الصوت القوي، عكسه مجدداً وزير الخارجية عادل الجبير خصوصاً أمس الأول وهو يلقن مسؤولاً إيرانياً درساً في تفنيد المغالطات وتعريتها على خلفية محاولته اتهام المملكة، برعاية الإرهاب، إذ فضح حجته بالأدلة الدامغة، وذلك أمام حضور كبير التف حول طاولة مستديرة في محاضرة عقدت في مركز إيغمونت البحثي التابع لوزارة الخارجية البلجيكية في العاصمة بروكسل، محققاً بذلك النظرية التي يتفق عليها أغلب ساسة العالم في تعريف القوة على أنها هي: جوهر العلاقات الدولية.
نجاح الجبير في قلب الموازين، وفضح سياسة إيران الإجرامية، يثبت مجدداً أن المملكة دولة محورية، ومن الدول التي تعمل بدبلوماسية الصبر والحنكة في السلم والحرب، إذ تمكن من توثيق أن إيران دولة ترعى الإرهاب، وتنفذ الاغتيالات والمؤامرات، وذلك من خلال سرده لسلسلة من الممارسات الإجرامية التي نفذتها إيران حول العالم ومحاولاتها زعزعة استقرار الدول العربية والخليجية.