فبراير 2, 2025 10:49 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار عالمية / إيران.. الراعي الحصري للإرهاب العابر للقارات

إيران.. الراعي الحصري للإرهاب العابر للقارات

حقائق لا تقبل الشك

إيران.. الراعي الحصري للإرهاب العابر للقارات

إيران.. الراعي الحصري للإرهاب العابر للقارات

لم يعد الأمر قابلاً للشك حول تورط النظام الإيراني في تأجيج العنف الطائفي في المنطقة وضلوعه في صناعة وتطوير أجيال جديدة من التنظيمات الإرهابية التي تستخدمها “طهران” كورقة لخدمة أجندتها المعلنة والمليئة بالتناقضات.

كان ملالي إيران يظنون بأنهم يعبثون بأمن المنطقة من دون أن يلمحهم أحد، غير أن رد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير على القنصل العام الإيراني في مركز “إيغمونت” البحثي في العاصمةالبلجيكية بروكسل كان بمثابة صدمة حقيقية كشفت لطهران أن كل أفعالها المسيئة باتت تحت المجهر.

ويوماً بعد يوم تتكشف علاقة إيران الخفية بالتنظيمات الإرهابية حول العالم بشقيها السني والشيعي، كما بات عامة الناس يتساءلون: لماذا تستهدف القاعدة و”داعش” كل دول العالم، بما في ذلك مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بينما تظل المدن الإيرانية في منأى عن لوثة الإرهاب التي ضربت العالم.

ولم يقتصر الأمر على التساؤلات البريئة، فقد بدأت الحقائق تتضح حول علاقة لاريب فيها بين والقاعدة و”داعش” من جهة والحرس الثوري الإيراني الذي يصفه البعض بأنه الراعي الرسمي للإرهاب في الكرة الأرضية من جهة أخرى.

جيل جديد من “الوحش”

باتت كل استخبارات العالم تدرك علاقة إيران بالقاعدة ومن ثم صلتها الوطيدة بتطوير جيل جديد تمثل في داعش، حيث تعمل طهران من خلال أجهزتها الاستخبارية على صناعة جيل أكثر وحشية من تنظيم داعش ذاته وهو الأمر الذي كشفت عنه وسائل إعلام أميركية، قالت إن الأسوأ لم يأت بعد مع ظهور تنظيم “خراسان” الذي يعد داعش مجرد نزهة، مقارنة بوحشية التنظيم الجديد المرتقب، حيث قالت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين كبار في الإدارة الأميركية تأكيدهم أن تنظيماًىيتخذ من سوريا مقراً له ويدعى “خراسان” ويقوده النافذ السابق في تنظيم القاعدة، محسن الفضلي، يمثل الخطر المباشر الأكبر للولايات المتحدة وأوروبا عن التنظيمات المتطرفة الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى، أن الفضلي يركز جهوده وتنظيمه لتوجيه الضربات داخل الولايات المتحدة وأوروبا، وبحسب الصحيفة، أكد مسؤولون أميركيون أن الفضلي الذي فر من أفغانستان وأقام في إيران حتى عام 2012 بمعرفة السلطات الإيرانية قدم إلى سوريا ليقود مجموعة “خراسان”.

وليس من قبيل الصدفة الإشارة إلى تقارير استخبارية كشفت منذ وقت مبكر عن قيام عناصر إرهابية بتلقي التدريب في معسكر أقامه الجيش الثوري الإيراني في محافظة “خراسان” قرب الحدود الإيرانية-الأفغانية.

المعبر الآمن للقاعدة

التقارير الأخطر كان مصدرها وكالة المخابرات الأميركية التي أفرجت عن مجموعة من أخطر رسائل بن لادن الأخيرة، ومن بينها رسالته لزوجته التي كانت تتلقى العلاج في إيران، وكذلك توجيهه لأحد قادة القاعدة الذي يطلب منه بأن لا يقدم التنظيم على أي عمليات في إيران وتركها معبراً آمناً لعناصر وأموال التنظيم، وهو ما أكدته “صحيفة لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لها بعنوان “إيران حليف القاعدة بشروط” أكدت فيه نقلاً عن حارس زعيم القاعدة أن أسامة بن لادن أمر مؤيديه مراراً بالامتناع عن مهاجمة عدد من البلدان من ضمنها إيران.

وبحسب مصادر متعددة فقد كانت إيران المعبر الآمن لعناصر القاعدة نحو العراق وسوريا، بل كان يتم علاج الجرحى منهم في المستشفيات الإيرانية قبل إعادة إرسالهم إلى معسكرات على الحدود الأفغانية -الإيرانية لإعادة صياغة أفكارهم ليتحولوا من جيل القاعدة الكلاسيكي إلى جيل داعش.

وفي مايو 2014 كشف المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي يرد فيه على تساؤل أيمن الظواهري، عن سر عدم قيام داعش بأي عمليات في إيران قائلاً “ظلّت الدولة الإسلاميّة تلتزم بنصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيران منذ نشأتِها، وتركت الروافض آمِنين في إيران، وكبحَت جِماح جنودها المستشيطين غضباً، رغمَ قدرتها آنذاكَ على تحويل إيران إلى بُرَكٍ من الدماء، وكظمَت غيظَها كلّ هذه السنين تتحمّل التُّهَمَ بالعمالة لألَدِّ أعدائِها إيران لعدم استهدافها، تاركة الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالا لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران”.

بهدوء.. علاقة قوية

وتتزايد يوماً بعد يوم الدلائل التي تؤكد أن ثمة علاقة من نوع ما تربط بين داعش وإيران، حيث تم الكشف عن احتضان إيران لعدد من أبرز المطلوبين لأميركا ودول الخليج قبل الإعلان عن مقتل بعضهم في سوريا، كما كشف القيادي السابق فيما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب محمد العوفي، والذي سلم نفسه للسلطات السعودية في 27 مارس عام 2009، عن قيام إيران بالإشراف على تنسيق حوثي قاعدي في اليمن.

وتحدث مستشار عام الصحوات العراقية أبوعزام التميمي عن وجود روابط وعلاقات واضحة لتنظيم القاعدة في العراق مع إيران، وقال إن طهران توفر معسكرات تدريب لعناصر القاعدة، وهي المعلومات التي أكدتها قيادات ومؤسسات أميركية بارزة، من بينها السيناتور الأميركي، جون ماكين، الذي قال خلال جولته في الشرق الأوسط “الجميع يعرف جيداً أن عناصر تنظيم القاعدة تتوجه إلى إيران حيث تتلقى تدريباتها هناك، ثم تعود إلى العراق للقيام بنشاطات إرهابية، هذه حقيقة ثابتة، وإننا قلقون منها”.

كذلك أشار تقرير للكونغرس الأميركي بعد مقتل بن لادن – أعدته شركة كرونوس الإستراتيجية المعنية بشؤون مكافحة الإرهاب-إلى وجود علاقة وثيقة بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة، وذكر معد التقرير مايكل سميث أن “إيران أقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع أبرز قادة القاعدة، وأن هذه العلاقة أقيمت بهدف التصدي للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا”.

كما اعترف قادة إيرانيون بارزون بدورهم في إطلاق وحش داعش على اعتبار أنه يخدم في النهاية السياسات الإيرانية في المنطقة، ومن ذلك ما نقل عن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي أقر في ندوة عقدها مخيم لطلبة الدراسات الإستراتيجية والدفاعية بجامعة الإمام الحسين عام 2004، بتوفير إيران تسهيلات لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي، مبرراً ذلك “بأن نشاطات الزرقاوي في العراق تخدم المصالح العليا الإيرانية، وبينها منع قيام نظام علماني فيدرالي متعاون مع الولايات المتحدة”.

وأضاف سليماني “لا يحتاج الزرقاوي وعناصر قيادة تنظيمه إلى رخصة مسبقة لدخول إيران، فهناك نقاط حدود معينة تمتد من “حلبجة” شمالاً إلى عيلام جنوباً، يستطيع الزرقاوي وما يزيد على عشرين مقاتلاً من مؤيديه دخول الأراضي الإيرانية متى يشاؤون”.

شاهد أيضاً

انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس

تفسيرات مختلفة حول الكتلة الاكبر ومهمتها انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس الناشطة العراقية …