اكبت وسائل التقنية الحديثة في مجال تحلية المياه، وإنتاجها وتوزيعها وأعمال الإنشاءات وأنظمة الري،فضلاً عن الدراسات والأبحاث والاستشارات،التي قدمتها 40 شركة محلية وعالمية خلال المعرض المصاحب لمنتدى المياه السعودي، المراحل المتقدمة التي قطعتها المملكة في مجال تحلية وإنتاج المياه منذ أكثر من ثلاثة عقود ، لذا حرصت الجهات المشاركة على تقديم أحدث الابتكارات بما يوازي مستوى التطلعات المستقبلية ونوعية المشروعات الوطنية في مجال المياه.
تجربة المملكة في قطاع إنتاج المياه حتمت على المشاركين معرفة واقع القطاع ،خاصة وأن الخبرات المتراكمة الممتدة على طول سواحلها الشرقية والغربية في إنتاج المياه المحلاه وتوليد الطاقة،والتمديدات التي عبرت الصحاري والجبال وصولاً للتجمعات السكانية في المدن والمحافظات ومشروعات حجز المياه وغيرها ،فرضت أن تتلاءم طبيعة المشاركات لأبعاد أكثر جدوى في الحلول ونوعية الخدمة، وهو ما أسهم في لفت انتباه كثير من الخبراء المشاركين في هذا المنتدى لاسيما من ضيوف المنتدى العالميين، مؤكدين من خلال محاور المنتدى ومداخلاتهم حجم تجربة المملكة وما تمخض عنها قيام شركات وكيانات استثمارية سعودية، تنافس مثيلاتها في أسواق قطاع المياه عالمياً مقدمةً الحلول التقنية، بما فيها تلك التقنيات المعقدة والحديثة، وباتت رقماً حاضراً أمام التجارب العالمية.
وأفاد رئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى والمستشار في وكالة وزارة البيئة والمياة والزراعة للمياه الدكتور عبدالعزيز الشيباني أن المعرض شهد مشاركة 40 جناحاً لشركات محلية ودولية، إلى جانب أجنحة قطاعات الوزارة، وشركاءها في التنظيم، مشيراً إلى تنوع العروض المقدمة لاسيما في تخصصات ” الإنتاج، التحلية، التوزيع، المقاولات، أنظمة الري، والدراسات والأبحاث والاستشارات”.
ولفت الدكتور الشيباني الانتباه إلى تخصيص المعرض لمسارين، الأول أتاح عقد الاجتماعات بين المشاركين المستثمرين، وإبرام الاتفاقيات، إذ شهد العديد من الاتفاقيات، فيما خصص الجناح الثاني لـ “العروض التقديمية”، متيحاً تقديم وشرح العروض والخدمات المقدمة من مختلف الجهات، على غرار العرض المقدمة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية عن تجربتها في تطبيق نظامٍ لإدارة الترشيد، والذي جاء معززاً لإحدى أوراق العمل المطروحة في فعاليات البرنامج العلمي ، فيما جمعت جدارية انطباعات وردود أفعال الزوار والمشاركين، الذين اتفقوا على الإشادة بالبرنامج الوطني لترشيد استهلاك المياه “قطرة”، الذي أطلقه معالي وزير البيئة والمياه والزراعة في حفل افتتاح المنتدى، وينتظر أن يسهم بشكلٍ كبير في الوصول لنتائج ذات فائئدة كبيرة، ستشكل مع مبادرات أخرى نجاحاً لتحقيق الهدف الرئيس المعني باستدامة المياه.
وبين عدد من المشاركين بالمعرض أن المنتدى فرصة للرقي بقطاع المياه وتنمية مشاريع المياه في مناطق المملكة، مؤكدين أن هناك فوائد مكتسبة وخبرات متبادلة بين الشركات من خلال هذا المعرض، الأمر الذي يسهم في تحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع المياه، مشيدين بدور المملكة في تقديم أفضل الخدمات والجودات العالية.