قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في اتصال هاتفي الأحد استعداد تركيا لتولي الأمن في منطقة منبج السورية دون تأجيل.
وقال أردوغان إن هجوما خلف أربعة قتلى من الأمريكيين الأسبوع الماضي في منبج كان عملا استفزازيا استهدف التأثير على قرار ترمب الشهر الماضي الانسحاب من سوريا.
وأثار قرار سحب كامل القوات العسكرية الأمريكية انتقادات على الفور من الأكراد، الحليف العقبة الثانية لتركيا في الشمال السوري، واعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
وتصنف أنقرة الوحدات الكردية على قائمتها للمنظمات “الإرهابية”، وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود، لكنها تجنبت قتالها لتفادي الاصطدام بالقوات الأمريكية.
وفي أواخر العام الماضي، هدد أردوغان بنبرة قوية بتدخل القوات التركية في مدينة منبج السورية إذا لم تُخرج الولايات المتحدة، وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة، وجاءت تصريحاته عشية إعلان أنقرة أنها ستشن عملية جديدة تستهدف المقاتلين الأكراد.
لكن تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ألقى بها ترامب مؤخرا هدد فيها تركيا بتدمير اقتصادها إذا هاجمت الأكراد في سوريا، اتبعها اتصال هاتفي من أردوغان بعد ساعات قليلة لكنها كانت كافية لاستيعاب أنقرة سياسة ترامب الجديدة، ثم الإقرار بالاتفاق على المنطقة الآمنة في الشمال السوري.
سياسة ترامب الأخيرة مع أردوغان غيرت من لهجة الخطاب التركي فبعد أن كان يتمثل في دفن الأكراد في مناطقهم والقضاء عليهم تماما بالنار والحديد، تحدث الرئيس أردوغان اليوم عن دفن داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في حال “اقتحموا الحدود”، مشيرا إلى أن المنطقة العازلة ستقوم تركيا بفرضها وفق الاتفاق مع الأمريكيين.
ونقلت تقارير عربية مظاهرات وصفت بالحاشدة في منبج السورية ضد تلويح تركيا بالتدخل في البلاد، بذريعة محاربة الإرهاب.
ورفض مستشار الإدارة الذاتية للأكراد فى شمال شرق سوريا، بدران جيا كورد، إقامة منطقة آمنة فى شمال سوريا التى أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن قواته تخطط لإنشائها على عمق نحو ثلاثين كيلومتراً.
ونقل راديو (سوا) الأمريكى، اليوم الأربعاء، عن المسئول الكردي قوله “إن ما تسمى بالمنطقة الآمنة ستكون بمثابة احتلال تركي بغطاء جديد”، داعيا مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات إضافية لحماية مناطق شمالي وشرق سوريا من التهديدات التركية ومرتزقتها.